afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

صناعتنا التقليدية… رمز أصالتنا… و بقائنا الدائم

الداخلة نيوز: حمدي سامو

تشكل الصناعة التقليدية الصحراوية تراثا تاريخيا، لكل القبائل الصحراوية خاصة، و الحسانية عامة…

و ذلك لما تتوفر عليه من خصوصيات، و جماليات مرتبطة بتنوع المحيط البيئي و الجغرافي، و المتخيل القبلي لكل فئة و تجمع صحراوي.

و هكذا فقد كانت الصناعة التقليدية في الأقاليم الصحراوية، تعتمد أساسا على المواد الخامة للمنطقة، من جلود المعز و الإبل و العاج و الفضة و الخشب… بحيث أن كل ما يستعمله الإنسان الصحراوي من أثاث مثالا:

الكركرة: هي ألة تساعد على إستخراج الماء من أعماق الأبار بالصحراء بواسطة الجمل.
الراحلة: هي وسيلة تستعمل لركوب الرجال على ظهور الإبل من أجل التمتع براحة، أفضل من الركوب “ملاطي”.
 
لابد أن يصنعه الصانع التقليدي هذا الأخير، الذي أبى إلا أن يحقق لأبناء وطنه الإكتفاء الذاتي، من كل المقتنيات الضرورية لهم في مسار حياتهم اليومية، كما أن خيمته كانت مصدرا لتجمعات القبائل الصحراوية في حالة المصالحة و الأفراح عامة…

و هكذا فقد أبدع الصناع الصحراويون في العديد من المصنوعات الجلدية و الخشبية و المعدنية، التقليدية حيث ظلت تلك المصنوعات تؤرخ لحقبة جميلة من تاريخنا المجيد بل لازال الجيل الجديد من صناعنا التقليديين يحملون المشعل فجزاهم الله خيرا عن موروثنا الثقافي التقليدي…

حيث لا زالت تعطي ثمارها على يد هذا الجيل الجديد إذ أبدع صناعنا التقليديون المعاصرون، عبر منتوجاتهم الجديد عن روح إبداعية خلاقة، بإمكانها أن تساير جميع الظروف و الأذواق و الفئات العمرية المختلفة و تعطيك تجليات و إحساس بالراحة عند رؤيتها و تعبر بك إلى عبق الماضي و تجليات الأجواء الروحية للإنسان الصحراوي…

و تعتبر هذه المنتوجات و الألوان خلاصة لتجربة إنسانية و عصارة لمعارف تراكمت لتنتج ثقافة وطنية أكسبت خصوصية خاصة للمنطقة.

و من هنا تتبادر إلى أذهاننا التساؤلات التالية:
مالسبيل لصيانة هذه الخصوصية الثقافية و حمايتها..؟؟
ما واقع الصناع التقليدية في الوقت الراهن..؟؟
و أين تكمن الأخطار المحدقة بالقطاع..؟؟

لا يخفى علينا أن المجتمع الصحراوي شهد تغيرا جذريا، في نمط حياته البيئية و الإجتماعية و في دخله الإقتصادي. مما جعل المنتوج التقليدي، في صراع كبير و محموم، من أجل البقاء كمرأة، حضارية و ثقافية، لها مميزاتها و خصائصها، وهو ما فرض على الصانع التقليدي، مواكبة هذا التوجه لهذه المنتوجات مع ضرورة الحفاظ على روح الثقافة البدوية للإنسان الصحراوي.

فرغم المعاناة، التي يشهدها هذا القطاع “قلة المادة الخامة… صعوبة التسويق…” فقد تحمل الصناع التقليديون، عبأ هذا كله، و استمروا في الحفاظ على هذا القطاع، الذي يمثل أصالتنا و تاريخنا التليد، و وقفوا سدا حصينا أمام المنافسة الأجنبية العصرية…

كل هذه الأسباب و المعطيات جعلت من صناعنا التقليديون، صناعا لأمجادنا التراثية في الماضي… و هاهو الخلف يساير هذه القاطرة بكل ما أوتي من قوة. فجزاهم الله كل خيرا عنا.


شاهد أيضا