afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

تجليات المثل الحساني … في الثقافة الصحراوية

الداخلة نيوز: حمدي سامو

المثل هو الدستور الذي سار على مضمونه كل ساكنة الصحراء فقد كان لهم ذلك المعين الذي لا يمكن الإستغناء عنه … فهو ينظم حياتهم و معاملاتهم … في شتى الميادين .

حيث لا يختلف اثنان أن الأمثال الشعبية ركزت بشكل واضح أولا على الناحية الأخلاقية لتصهر لنا إنسانا صحراويا متميزا بأخلاقه العفوية التي تنظم معاملاته بالآخر، مما أكسبه حصانة أخلاقية مدته بكل قوى التصدي لكل دخيل على عاداته و قيمه …

كما أنها تغلغلت في تشكيلاته الإجتماعية حيث صارت الأمثال تدستر له حياته هذه بكل تكويناته حيث استمد جل معاني أمثلته من جميع عوامل الطبيعة المحيطة به سواء كانت جامدة أو حية فمثلا : “أحرص من شرشمالة” و هي حيوان زعموا أنه لا يأكل إلا نصف حصاة من الرمل كل يوم مخافة أن تنتهي الرمال عليها … و هذا مثلا يضربونه لبغض البخل و الحرص بينهم ، وهم من هم فالإنسان الصحراوي إمتاز كأسلافه بالكرم و حسن الضيافة ، فصار البخيل منبوذا بينهم و مضربا للأمثال …

أبعد من ذلك كانت مخيلتهم و أوسع من ذلك فصاروا لذكائهم كما هو حال “كليلة و دمنة” ، يسقطون الأمثال على شخصيات جزافة مثل : “شرتات” الذي كان يمتاز بالذكاء و الدهاء و ععكسه “الحمرة منت سدوم” التي كانت عنوانا للغباء و “لفسيد” ، و بين هذا و ذاك ظلت الأمثلة في الصحراء تتدحرج بين هذان المكونان لتصوغ لنا فئة نخبوية مثالية تأبى إلا أن، تكون صفوة وهو ماعملت على تلقينه لفلذات أكبادها منذ الصغر …بل جعلت منه دستورا لها حتى صار شعارهم :
” العاقل بوغمزة ، و لفيسد بودبزة “

خلاصة القول لقد عمل المثل الحساني على شذب عقول كل ساكنة الصحراء و تهذيبهم بكل القيم التي يحتاجونها و ذلك لتشبعهم بالقيم و العبادات الدينية ، و يتجلى كل ذلك في كل أنشطتهم اليومية حيث كانوا ينصرون الضعيف و يعينون بعضهم بعض في الأنشطة التي تعرف ب ” التويزة” أثناء الحصاد و إبان الزز …

و هكذا بتصفحنا للأمثال الشعبية نجد أنها عصارة تجارب أبائنا و تقاليدنا التي يجب أن نحافظ عليها طبقا للمثل القائل :
” الوصاك على أمك حكرك “

و من هنا سنعمل على إدراج مثل في كل أسبوع من خلال عمودنا هذا لنتدارس تجلياته … و مضمونه و سبر أغواره …


شاهد أيضا