بكل آسى وأسف نتذكر نهاية التسعينيات قوارب الموت وكيف أن الشباب المغربي يلقي بنفسه إلى البحر بحثا عن الفردوس المفقود، موهما لفهمه و تفكيره أن الحرية و الكرامة و العمل...هناك في الضفة الأخرى.
و اليوم هنا بجهتنا التاريخ يعيد نفسه بشكل كاريكاتوري، أسميهم العائمين فوق كف عفريت و يسميهم سكان مدينتنا " الشنابرية" مشتقة من الكلمة الفرنسية Chambre à air التي تعني الإطار أو الطوق الهوائي.
شريحة من أبناء جيلي تركب أمواج البحر الأطلنتي بإطارات هوائية تجازف بأرواحها بحثا عن لقمة العيش، شباب أنهكته البطالة و آشتكى الجيران من إستنادهم الحائط و أتعبهم الجلوس في المقاهي بلا شغل و لا مشغلة، فقرروا إمتهان الصيد البحري المحرم منه و الغير المحرم بمركبهم المطاطي "شنبرير" ، ولعل المثل الشعبي " الداخل إلى البحر مفقود و الخارج منه مولود " كان أجدادنا يقصدون بالداخل إلى البحر إما بالمركب أو الزورق أو الباخرة و مع ذلك فهو مفقود، فماذا عن الشنبرير كوسيلة للإبحار فهو مفقود قبل الدخول.
أجريت حوار مع عينة من شباب العائمين على كف عفريت للوقوف على دوافع هذه المخاطرة:
- لمين 25 سنة حاصل على الإجازة في القانون العام يمتهن الصيد فوق" الشنبرير"، سألناه : ألا ترى أنه لمن الجنون أن تلقي بنفسك لعرض البحر فوق هذا الإطار الأسود؟
- يجيب بشيء من ...