afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

دقت طبول الحرب أوزارها.. البوليساريو تستفز والمغرب يستعد

الداخلة نيوز: ابراهيم اعمار


إن تناول سياقات وخلفيات التحركات العسكرية على الحدود المغربية والجزائرية وما تشهده من إنزال وإنزال مضاد للآليات العسكرية. يقتضي اليوم أكثر من أي وقت مضى وضعها في إطارها الشمولي، وذلك بإستحضار الوضع الإقتصادي والسياسي العالمي، وما تعرفه الدول العظمى الراعية للسلم والأمن الدوليين من تكتلات وتقاطبات، وقراءة السياقين الزمني والوقائعي لمسلسل الأحداث الذي يمر بها نزاع الصحراء على المستوى الإقليمي والدولي.

إن إقدام “البوليساريو” مؤخرا في هذه الظروف وهذا الزمن بالذات على القيام بمناورات عسكرية بالذخيرة الحي على خط التماس مع الجدار الأمني الواقي، ومحاولة عرقلة ممر “الكركرات” البوابة الإفريقية الرابطة مع السواحل الموريتانية بعد افتتاح معبر “تيندوف ازويرات”، ونصب خيام هناك بعد تصريحات قيادة البوليساريو التي تناقلتها القنوات الإعلامية الرسمية الجزائرية، بإعمار المناطق العازلة التي تركها المغرب في بداية الصراع تفاديا للرد على العدوان الذي تنطلق شرارته من الحدود الجزائرية “تندوف” وتجنب الدخول في صدام مسلح على الحدود مع الجزائر قد يأتي على الأخضر واليابس. وليؤكد للعالم أنه لا يسعى إلى سلاح يدفع فيه الملايير بدلا من نضاله السلمي التنموي الديمقراطي وحفاظا على تميزه عن الجيران بحضوره الإقليمي والقاري والدولي الفاعل في التنمية وبناء الشركات الإقتصادية ومحاربة التطرف والإرهاب، و إيواء أشقائه الأفارقة الفارين من الحروب الأهلية والظروف الإقتصادية والإجتماعية السيئة في بلدانهم.

يرى المغرب أن الأحداث الابتزازية التي قامت بها البوليساريو مؤخرا، تخرج عن بنود وقف إطلاق النار سنة 1991. والتي تعد استفزازا في ظاهرها إما في عمقها تأكيد جلي أن النزاع أصبح في وضع محرج للغاية بالنسبة للجزائر وجبهتها الأمامية. مما جعل الجزائر تقوم بدفع “البوليساريو” للقيام بحركات غير محسوبة، كمن يلفظ أنفاسه الأخيرة ويحاول المقاومة. لأن المغرب يدرك أن “البوليساريو” لا تمتلك قرارها بل تنفذ أوامر الجزائر لإفتعال تشنجات عسكرية بالمنطقة للتأثير على المساعي التنموية للمغرب في عمقه الإفريقي، بعد عجز بعض الأنظمة التي سخرت دبلوماسيتها “السنوطراكية” لمدة طويلة لمحاصرة المغرب في استعادة مقعده في عمقه الإفريقي، والذي أثبتت عودته بأغلبية مريحة تجاوزت ثلثي الأعضاء أن المغرب كان حاضرا وفاعلا مميزا رغم أن منصبه كان شاغرا لمدة طويلة تجاوزة أكثر من الحاضرين الذين كانوا يرمون الأفارقة على حدودهم في خرق سافر لحقوق الإنسان، في حين يحتضنهم المغرب ويسوي وضعياتهم بأرضه ويقيم لهم المباني والمستشفيات الميدانية في كل مواقع الأزمات في بلدانهم.

إذ يرى المحللون السياسيون والمتتبعون للوضع أن المغرب قد يجد صبره نفذ على الإستفزازت الدبلوماسية والمناورات العسكرية للجيران على أراضيه التي تركها للتصالح السلمي، ليجد نفسه اليوم مضطرا للدفاع عن نفسه، وحسم الداء من أصله، والدفاع عن النفس في هذه الحالة يعني شيئا واحدا وهو تصفية القواعد التي ينطلق منها العدوان ومعلوم أنها موجودة في تيندوف الجزائر، وبالتالي إمكان الدخول في صدام مسلح على الحدود مع الجزائر.

إن المعطيات الراهنة، والمنطق الجيو-استراتجي والمتغيرات الجيو-سياسية والجيو-اقتصادية بالمنطقة، تقتضي بعدم استبعاد الخيارات العسكرية في المستقبل وتطوير استراتجيات الرد المضاد والسريع وبالتناسب مع حجم الإستفزازات الدبلوماسية والسياسية والخطر المحتمل مستقبلا، وإن قوة الأشياء تفرض نفسها، لأن تيندوف التي كانت سببا في قيام حرب الرمال سنة 1962 وقيام مشكل الصحراء في المغرب العربي 1975، هي نفسها التي تهدد بحرب مدمرة في منطقة الساحل والصحراء، بعد فشل كل محاولات التفاوض والحلول السلمية المطروحة. فرغم استبعاد المراقبين الدوليين لنشوب الحرب بين أطراف النزاع الحقيقيين. إلا أن تطورات الأحداث على أرض الواقع لها رأي آخر. لأن خلفيات نوعية استعداد المغرب للعدوان المتوقع تؤكد مشاركة قوات من مختلف أجهزت الجيش النظامي الجزائر إلى جانب مليشيات البوليساريو، كما وقع في بداية الصراع في معركة “امكالة والمحبس وبئر لحلو 1976” والتي تم فيهم أسر جنود جزائريين.

لذا نرى في الإنزال العسكري المغربي الإعداد لخطط منسجمة مع السيناريوهات المحتملة للتحرك على رقعة الميدان من أجل ترتيب رد منسق وناجح على الإستفزازات.

وإذا كان من الصعب التنبؤ بنتائج الحرب، فمن الصعب كذلك التنبؤ بوقت اندلاعها. ولكن علينا أن لا نهمل الإحتمالات وأن لا نتخذ منها أيضا واقعا محققا.

ليبقى السؤال البراق:
هل ستقع الحرب إذا لم تستأنف المفاوضات، وعجز مجلس الأمن عن فرض على الطرف المستتر الذي يمتلك القرار الجلوس للتفاوض..؟؟


شاهد أيضا