afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

الشباب والعزوف السياسي.. بقلــم: علي الكيحل

الداخلة نيوز: علي الكيحل

الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل، فلا يمكن بناء المستقبل دون بناء للشباب، فمرحلة الشباب هي أفضل مرحلة من مراحل عمر الإنسان، فالطفولة قوة بلا عقل، والشيخوخة عقل بلا قوة، أما مرحلة الشباب فهي المرحلة الوحيدة في عمر الإنسان التي يجمع الإنسان فيها ما بين القوة والعقل، كما لا يخفى على أحد دور الشباب في بناء الحضارات والأمم، فمستقبل أي وطن ومجتمع مرهون بطاقات عناصره الشابة، فالشباب هم أساس التنمية وأية تنمية لا تهتم بالشباب مآلها الفشل والإنهيار.

ومن هذا المنطلق دعنا نطرح تسائلا هاما، هل شبابنا بصورته الحالية أساسا للتنمية؟ بصورة أدق هل يتحمل الشباب المسؤوليات الملقاة على عاتقه تجاه مجتمعاته وأوطانه بهذه الصورة الحالية؟.. من المفترض أن الشباب هم باعثو الأمل، إلا أن الواقع الحالي ما بين الشباب في عمومه لا يقول ذلك، بل يقول إن سمت الشباب اليوم أصبح الإستهتار واللامبالاه والإستسلام والسلبية وفقدان روح التحدي والطموح وغياب قيمة العلم والثقافة، وهذه الصورة السابقة تثير الحزن. ولكن هل الشباب يتحمل مسئولية ما آلت إليه أحوالهم؟ بالطبع لا فالشباب يعاني من بيئة محيطة تقتل فيه الأمل وتصارع فيه الطموح حتى صرنا نخاف على انتماءات شبابنا.

فأخطر ما يواجه الشباب اليوم هو الإحباط الذي أصبح دما يسري في عروقه، وبالتالي كيف ننتظر من شباب محبط أن يشارك في بناء مجتمعه؟ وكيف ننتظر تنمية من شباب مزقته البطالة بأبعادها المختلفة مشاركة مجتمعية وسياسية ايجابية؟ فمن يملك موهبة دفنت في خضم هذه الظروف دونما علم أو إعلام هذا إذا اكتشفت اصلاً، فالأحزاب السياسية في الدستور المغربي، هي المسؤول الأول عن استقطاب وتأطير المشاركة، وعن التكوين الضروري، واللازم للمناضلين لتحمل المسؤوليات السياسية، بمراكز التشريع والقرار كما بمراكز المعارضة، وعن إيصال العناصر المؤهلة منهم للإطلاع بالمهام السياسية في كل مستوياتها… وبالتالي هي المسؤولة عن وصولهم إلى مراكز القرار بالدولة، لكن أوضاعها الداخلية، المهددة باستمرار بالإنفجارات والتداعيات، وضحالة الثقافة السياسية لدى بعضها، وتهافت زعماء بعضها الآخر على المناصب والإمتيازات، أدى في نهاية المطاف إلى تعميق العزوف عن المشاركة في وجدان الشباب المغربي. وأكيد أن الوضعية الحزبية للبلاد، وهي وضعية كما هو ملاحظ من طرف الجميع، تشتكي من سلبيات لا حصر لها، تعكسها مسلسلات انقسامات والانشقاقات ووضعية الديمقراطية الداخلية، ووضعية الزعامات والنخب القائدة، وحالات التفريخ العشوائي التي عرفتها الساحة الحزبية المغربية، منذ بدايتها وحتى اليوم، بسبب صراعاتها الداخلية أو بسبب عدم أخذها بالديمقراطية، وهذه الوضعية لا يمكنها أن تفسح المجال أمام المواطنين، وأمام الشباب خاصة للمشاركة السياسية الإيجابية.


شاهد أيضا