afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

حـينما يتطاول الاـقزام عـلى مكون اجتماعي بأكملـه!.. بقلم: محمد سالم بنعبد الفتاح

الداخلة نيوز: محمد سالم بنعبد الفتاح


 
كنت قد نويت الانقطاع عن الكتابة الصحفية والتواري عن الانظار في المدة الأخيرة طلبا للراحة وانشغالا ببعض الأمور الخاصة، غير أن مطالعتي لبعض التفاهات التي نشرها موقع “كود” الإلكتروني نهاية الأسبوع المنصرم، والتي تنضح حقدا وكراهية، فرضت أن أسجل موقفا مبدئيا برفضي لتوظيف أي طرح عنصري أو شوفيني يستهدف مكونا هاما من مكونات المجتمع الصحراوي، من طرف أي جهة كانت حتى وإن كانت تختبئ بخبث ومكر بائسين وراء الطرح الرسمي حول “قضية الصحراء” وتدعي الدفاع عنه، مسجلا ردي باسمي وصفتي الحقيقيين وبكل تجرد.

فالتهجم على أحد المكونات الاجتماعية للإقليم لن يخدم أي جهة سياسية كانت، أحرى أن تكون مجرد مرتزق مغمور – ولا أقول صحافي – ارتبط اسمه بالصحافة الصفراء وبالمواقع الالكترونية الرخيصة وعرف بتتبع عورات الناس و بممارسة التشهير والابتزاز، وبكتاباته المدفوعة الأجر مسبقا، حيث تمكنا من التعرف على هويته مباشرة من الوهلة الأولى لقراءة ترهاته، دون أن نتمكن من الوقوف على الجهة التي أقدمت على تأجيره ودفعه لهكذا تطاول هذه المرة، ولا غرضها من إشعال نيران النعرات القبلية والمناطقية بأسلوب منحط بائس لا يجيده الا قلم مأجور رخيص مثله، ألف السباحة في مستنقعات الارتزاق والعنصرية والحقد والكراهية، على أن أكون حذرا لكي لا يجرني الى تلك المستنقعات التي يجيد أمثاله السباحة فيها…

مقال موقع بالاسم المستعار “علي الصافي” لشخص لا تخفى علينا هويته الحقيقية، وهو الذي عرفناه بركاكة تعبيره وانتهازيته ووصوليته وارتزاقه المعهودين، وكتاباته التي تقطر شوفينية وعنصرية، مختبئا وراء اسمه المستعار، تماما كولاءاته وقناعاته المستعارة المعروضة في سوق النخاسة الاعلامية، تهجم من خلاله على مكون أساسي وأصيل من مكونات المجتمع الصحراوي، في محاولة منه للعب على وتر الشوفينية الضيقة وإثارة النعرات المنتنة والتسلق عليها والاتجار بها…، ليفرغ عقد النقص التي تسكنه إزاء أصله الوضيع ووضعه الدنيء، يفرغها على “قبائل الجنوب” ناكرا حقهم في مجرد الانتماء الى الاقليم، عبر توظيف الطرح السياسي الرسمي، مستغربا انتماء عناصر من تلك الفئة إلى هذا الطرح السياسي أو ذاك، محاولا أن يربط بين المكون الاجتماعي المذكور وبين المواقف الرسمية لموريتانيا تارة وبين أحد الأطراف تارة أخرى، متناسيا أنه لا يخلو أي مكون من مكونات المجتمع الصحراوي من منتمين الى كافة أطراف النزاع…

لكن هذه المرة وإمعانا في خسته ونذالته زاد اسما وهميا آخر، فاختبأ وراء اسم مؤنث “هناء” كشريكة لاسمه المستعار الآخر في توقيع المقال بالإضافة الى شاهده الوهمي الوحيد، حتى يتفرق جرمه الشنيع بين الأسماء الوهمية، في تجاوز وتناف مع أخلاق وطباع الصحراويين الذين يدعي الدفاع عن لواءهم في مقاله الركيك الذي يفتقد إلى أدنى الشروط المهنية وحتى الأخلاقية، فاعتدى على اللغة كعادته وسامها سوء العذاب، وتجاوز العناصر الفنية للكتابة الصحفية المعروفة، ليضرب عرض الحائط بأبسط قواعد ميثاق شرف المهنة، فغابت عنه الموضوعية والحياد، حيث لجأ لشاهده الوحيد ليمرر من خلاله طرحه الرخيص ويتبنى على لسان الكاتب الآراء العنصرية المقيتة، مستشهدا بما أسماه بـ”الامتيازات” والمناصب التي تبوؤوها من اعتبرهم مجرد دخلاء لا علاقة لهم بالمنطقة…!

من أنت لتستكثر على أبناء أسر قدمت الغالي والنفيس لهذا الوطن مجرد الانتماء إليه بحجة انتسابهم لـ “قبائل الجنوب” وبأي حق؟ وهم الذين هاجر آباءهم وأجدادهم بدينهم ملبين داعي الجهاد في هذا الوطن، فسالت دمائهم على هذه الربوع وسقتها، فسطروا الى جانب إخوانهم من أهلها أروع البطولات والملاحم، وشاركوا في المعارك وقادوها، وعلموا الناس أمور دينهم ودنياهم، فأسسوا المحاضر والزوايا، وصانوا دين الناس ودرسوهم، وقاموا على شؤون القضاء، فوجدوا في أهاليهم في هذه الديار إخوة وأنصارا، وخؤولة وأصهارا…، منهم أسر أصيلة في المنطقة توارثت القيام على محاضر تاريخية معروفة وأخرى وافدة رفع الله ذكرها بالمشاركة في الجهاد ضد المستعمرين الاسباني والفرنسي وببذلها لدماء أبناءها وأموالها في سبيل الله، فتوارثوا القضاء والامامة والقيام على الكتاتيب والمحاضر وحفظ وتعليم كتاب الله…

وهم لعمري في غنا عن دفاعي أو دفاع غيري عنهم، شهد لهم الصحراويون من كافة الفئات والمناطق بالخيرية والاستقامة وخدمة الدين والوطن، وأنصفهم المؤرخون ووثقت أسماءهم بأحرف من ذهب على شواهد القبور في ساحات الجهاد، وفي سجالات ووثائق الهيئات المعنية بحفظ تاريخ المقاومة وجيش التحرير، وكما شهدت على ملاحمهم وبطولاتهم وأدوارهم المحورية أرشيفات الدول الاستعمارية “والحق ما شهدت به الأعداء”…

أهل محمد ولد محمد سالم، أهل الشيخ ماء العينين وأهل عبد الحي وأهل الرباني واهل حيبلتي، وأهل بلعمش، وأهل أباحازم، وأهل عبد الدايم… وغيرهم كثير، أسر اشتغلت في ميادين العلم والدين والقضاء وشاركت في الشأن العام واندمجت في محيطها، ودافعت عن ربوع الوطن وحفظت دين الناس فبرزت في المجتمع الصحراوي، بالإضافة الى أسماء شخصيات سياسية سطع نجمها في تقلد المسئوليات واضطلعت بالأدوار المحورية، قبل اندلاع النزاع الصحراوي – الذي يحاول القلم المأجور اللعب على وتره – منهم على سبيل الذكر لا الحصر الدي ولد سيدي باب، حرمة ببانة، المختار ولد اباه، الشغالي مكية، عبد الكبير العلوي…، وقبلهم علماء وقيادات من أمثال الشيخ ماء العينين والبيضاوي وأحمد الهيبة…

وأخرون كثيرون، عدى عن الشعراء والأدباء والكتاب والمثقفين الذين لا حصر لهم، أسماء وشخصيات تعد بالمئات إن لم تكن بالآلاف عملت في مختلف المجالات والتخصصات من قضاء، إمامة، أدب وثقافة، وأخرى من العسكريين والمستثمرين، مثلوا المنطقة وشرفوها في كافة أصقاع الأرض، وعاشوا بين إخوانهم من الصحراويين في ألفة ومحبة وود، لم يسبق أن عوملوا على أنهم أجانب ولا ان استنكر أحد من الصحراويين الأقحاح انتماءهم او تمثيلهم للمنطقة…، ليخرج في الأخير دعي مغمور يشنع على أبناءهم مجرد الانتماء أو العيش في هذه الربوع…

وحتى تلك العناصر التي أشار إليها القلم المأجور في مقاله والتي التحقت بالبوليساريو في سبعينيات القرن الماضي قبل أن يتعرض معظمها للاعتقال التعسفي الظالم، ضمن مخطط عنصري إقصائي، بشهادات قيادات الجبهة الحالية نفسها، الذين باتوا يحاولون رمي تهمة الوقوف وراء تلك الجريمة الشنيعة على القيادي العائد الى المغرب محمد عالي العظمي، فقد برزوا في ميادين التعليم والثقافة والإعلام، فكانوا عماد المؤسسة التعليمية والثقافية التابعة للبوليساريو، علموا الأجيال وأطروهم وتركوا سمعة طيبة في كافة الأوساط السياسية والإجتماعية بالرغم من الظلم الصارخ الذي تعرضوا له…

كنت أتمنى أن يظهر القلم المأجور الذي سطر تلك الترهات هويته المعروفة، حتى أتمكن من مخاطبته باسمه الحقيقي – ولا أظنه يفعل – فلدينا من فضائح ارتزاقه وتكسبه وانتهازيته ماهو كفيل بإخراصه وإسكاته أبد الدهر، لكنه لم يجد في نفسه من الشجاعة ما يؤهله للكشف عن نفسه والخروج بوجهه وصفته الحقيقيين، فاختار التخفي وراء الأسماء المستعارة كعادته، لعلمه بشناعة فعلته ودناءة مقصده وضعف حجته ووهن طرحه، فإن عاد عدنا برد أقوى وبتفاصيل أكثر عنه وعن من يؤجره ويحركه بحول الله وقوته…


شاهد أيضا