afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

المعارضة ببلدية العيون تفك تحالفها.. وماذا بعد

الداخلة نيوز: نفعي عزات

تناولت المواقع الإخبارية بمدينة العيون ليلة البارحة خبر تفكك  تحالف المعارضة ببلدية العيون من باب نقله وليس تحليله، وهذا لربما إجحاف في حقها فحتى ولو أخطئت الصحافة  في قراءتها فقد يكون أجرا، وإن أصابت فلها أجران، خصوصا وأن الأمور واضحة وضوح الشمس فما فكك البجيديون تحالفهم مع الأحرار المعارض إلا نتيجة للبلوكاج الحكومي الذي يعيشه المغرب منذ أربعة أشهر، وتداعيا لما لقيه أمينهم العام عبد الإله بن كيران من لدن القيادة الجديدة للأحرار من إضعاف له وضرب من تحت الحزام ومحاولة فرض سياسة الأمر الواقع عليه وابتزازه بالرغم من نتائج حزبه بالإنتخابات، والتي تخوله دستوريا دون غيره التكلف بتشكيل الحكومة ومشاوراتها، وقد تكون هذه الخطوة التي أعلنها ابراهيم الضعيف الكاتب الإقليمي صحية في عمقها وتضفي على الفاعل السياسي الصحراوي نوعا جديدا من الممارسة حيث لم يكن المنتخبون الصحراويون إلا قليلا، يأبهون بتوجُهات أحزابهم السياسية ولا بقرارات وميولات قادتهم في، لا رابط فكري أو إديولوجي بينهم وبين تلك الأحزاب سوى التزكيات التي يتسلمونها عند كل استحاق، هذا وان صحت هذه الفكرة بخصوص فك التحالف المعارض بالعيون فإنه لن يكون إلا استجابة ملحة لما تعيشه أحزابهم من خلاف عميق وأزمة وعدم الثقة التي سبق أن كسرها التجمعيون مركزيا عبر تصويتهم لحزب أخر خارج الأغلبية الحكومية وهم الذين التزموا قبيل الانتخابات ـ2015ـ من خلال بيان للرأي العام بقرارات أحزاب تلك الأغلبية الأربع وتوجهاتها.

وتتشكل المعارضة بالعيون من 14 عضو دخلوا قصرها البلدي مدفوعين من طرف12ألف و671 مواطن صوتوا عليهم يوم الرابع شتنبر، 8 منهم من التجمع الوطني للأحرار و6 من حزب العدالة والتنمية، ليكونا فيما بعد زواجا انتهى  يوم الأحد الماضي بخلع التجمُعيين الذين تفاجئوا بالقرار الأتي بدون سابق إنذار وهذا مما يُعاب ربما على “الضعيف” الذي لم يخبرهم به مسبقا، فعلى الأقل إن لم يكن لحرمة المعارضة كتيار وتوجه، فلأجل أيام العشرة التي أمضيتموها سويا جنبا إلى جنب على يسار العمدة تعارضونه، أم أن الحال أصبح غيرالحال  بعد السابع أكتوبر.

وفي حال ما وُضعت خطوة الإسلاميين هذه ببلدية العيون في سياقها السياسي والزمني الصحيح فإنها ستكون بديهية وطبيعية جدا نظرا للتقارب الحاصل بين حميد شباط وبنكيران وكأنهما لم يختصما يوما، فحزب الإستقلال كاد أن يدخل الحكومة كما أعلن مساندته لها بدون شروط حتى وهو خارجها، الأمر الذي يحتم على المعارضة بالبيجيد، إن كانت ملتزمة حقا بتوجه قاداتها التخفيف من وطأة دورها، ورد الجميل عبر فك الإرتباط، وهذا أضعف الإيمان مع حزب التجمع الذي كان أول وأهم ما اشترط رئيسه للدخول مع بنكيران في الحكومة هو إبعاد حزب الإستقلال عنها، إنها مرحلة جديدة إذن ستخوضها المعارضة بجماعة العيون يجب أن يكون أسلوبها فيها بناءا وهادفا، إلى جانب الإغلبية، فالناس ما انتخبتهم إلا لخدمتهم هم والصالح العام، ولا تحسبن أيها المستشار الجماعي بالأغلبية بحزب الإستقلال والتقدم والإشتراكية، أن معارضتك قد تلاشت أو أي أمر آخر، فما انقسمت إلا لتصبح معارضتين، وحتى وإن اجتمعت من جديد، وانقسمت مرة أخرى واجتمعت، فلن يغني ذلك عنها في شئ، ولن يزيدها عن كونها معارضة، ذلك أن للأغلبية طعما خاصا، وحلاوة لا يتذوقها إلا رئيسها، حين ترفع الأيادي رفعا، وتشرئبُ الأعناق لا تسمعُ إلا همسا، ويجري التصويت. 

                        نفعي عزات              
صحفي وباحث بماستر القانون العام الداخلي
وتنظيم الجماعات الترابية‎  
     


شاهد أيضا