 |
أحمد بابا بوسيف |
الداخلة نيـــوز: أحمد بابا بوسيف
في كل مكان في هذا الوطن العربي الكبير.... تنتشر فكرة التخوين المرتبطة في العقل العربي بفكرة الدول الغربية التي تتآمر على هذه الشعوب منذ دخولها إلى العواصم العربية بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية...
وبعد ما سمية بالثورة العربية الكبرى التي استعملها الغرب من أجل إخراج العثمانيين... ثم انقلب على كل ما وعد به وتم تقسيم العالم العربي بين القوى الإستعمارية الكبرى كما لو كان كعكة... لذلك تبقى فكرة التخوين الأقرب إلى التصديق في الخيال العربي، وتهمته ثابت وأقبل للتصديق في المخيلة الجمعية... في مقابل فكرة الكفر المؤسسة على الدين...
كما يعرف الجميع معظم الأنظمة العربية إن لم نقل كلها تفتقد للشرعية الداخلية في الغالب... لذلك تنساق للقوى الدولية في مطالبها وسياستها الإقليمية بل وحتى الدولية...
وتبقى القوى الكبرى تحمل عصى الشرعية وحقوق الإنسان ضد كل نظام لا يقبل الإنصياع لها أو يبدي أي نوع من التمنع.... هذا ما يسمى عمليا بالخيانة...
مع كل ما سبق وفي مفارقة عجيبة... ترفع هذه الأنظمة تهمة الخيانة ضد كل المعارضين... وتتشدق بالوطنية الشوفينية التي تقصي كل من له رؤية مغايرة أو رافضة لمسار أنظمة ديكتاتورية تتاجر بكل مقدرات الـأوطـــان من أجل البقاء على كرسي السلطة...
في زمن العولمة ومواقع التواصل الإجتماعي.. والمعلومة المتوفرة التي لم يعد معها زمن الصوت الواحد مقبولا.... يطلب من المواطن العربي أن يصبر على الفقر والجوع والقمع والتنكيل... بحجة حماية الوطن من المؤامرات...
لم يعد الوطن اليوم إلى كل ارض يعيش فيها الإنسان بكرامة وبحرية وأمن.... كل أرض يختار فيها الإنسان من يمثله بكل شفافية ووضوح.... في كل أرض يحمي القانون فيها الضعيف قبل القوي..
في كل أرض تمثل المؤسسات مصالح المواطنين وتحميهم من توغـــل الجالسين على الكراسي.. في كل أرض لا يسجن فيها الإنسان لـأنــه عبر عن رأي مخالف للسلطة.... أو يطارد ويقطع بالمنشار.... لـأنه رفض الإنصياع لنزوات الحاكمين ..
الوطنية مطلوبة ومفروضة لكن في الوطن.... أما السجون الكبيرة التي تسمى زورا وبهتانا بالأوطان.... وهي فقط مزارع مملوكة لـأشخاص وعصابات تحكم بالقوة... تتآمر مع القوى الخارجية في صفقة خبيثة طال أمدها وآن لها أن تنتهي...
عندما يكون هناك وطن لك أن تسأل عن الوطنية