afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

شخصيات المواقع وتناقضات الواقع.. بقلم: محمد الدي

الداخلة نيـــوز: محمد الدي

هناك ظاهرة خطيرة لم يلتفت لها الكثير منا، نعيشها في عصرنا الحديث كذلك بفعل تطور التكنولوجيا التي ساهمت في تكاثرها بشكل كبير، ومع كثرت المدمنين على مواقع التواصل الإجتماعي الوهمية والتي اخترت لها عنوان “شخصيات المواقع وتناقضات الواقع” فالشخصية الـإفتراضية تولد في العالم الرقمي، وتتصف بسلوكيات مغايرة تماما عن الشخصية الحقيقية…
فكيف ظهرت هذه الشخصيات…؟!
وماهي الأسباب وراء ذلك…؟!

ظهر ما يسمى بالشخصية الافتراضية، باعتبارها شخصية خاصة لها سلوك معين، يتعامل بها الشخص في أحدى حساباته عبر التواصل الإجتماعي لا يعرفها إلا هو “صاحب الشخصية” وتتصف هذه الشخصية بسلوكيات مغايرة تماما عنه في الحقيقية، ولا تظهر كما هي في الواقع وإنما تظهر فقط عبر عالم التواصل الرقمي، إذ يعيش بيننا وفي عالمنا العديد من الأشخاص يعانون من الخجل، الإرتباك، عدم اللباقة، وصفات أخرى متعددة.. وجدو في مواقع التواصل الإجتماعي ملجئاً ينقذهم من ضعف الشخصية التي يعانون منها، فبات الإنترنيت هو المصنع الأول لخلق الشخصيات الوهمية إلى جانب العولمة والتطور التكنولوجي الذي احتل مكاناً واسعاً من حياة كل إنسان، وشغل باله وفكره ووقته، وبالتالي نشاهد بأن الكثير من الناس خلقوا لأنفسهم عالماً خاصاً في الشبكة العنكبوتية… بعضهم يلجأ إلى تلك المواقع الوهمية بحجة الهروب من الواقع المرير الذي يعيشه، والبعض الآخر يعاني من الفراغ فيحاول سد ذلك النقص باللجوء إلى الوهم!. فترى الكثير من الناس خلف الحواسيب والهواتف الذكية  يتكلمون معك بأسلوب حواري جذاب، وبلباقة عالية، كما أن البعض يمتاز بقوة الشخصية والجرأة، وما أن تأتي إلى واقعهم حتى تنصدم بالشخصية المعاكسة تماماً، عما كانوا عليه في مواقع التواصل الإجتماعي، لربما تجدهم خجولين أو لا يملكون أسلوبا مقنعا في الكلام، ولا حتى إمكانية لإدراة حوار معين، وآفاق أفكارهم تتحدد بمنظومة ضيقة جداً. لكن الشيء غير الطبيعي أن يكون لديك عدة شخصيات، وأن تتمتع كل شخصية بسلوكيات مختلفة حسب نوع الحساب أو البريد الإلكتروني الوهمي الذي تملك أو حسب نوع الأصدقاء والمتابعين في كل حساب أو بريد، نعم هذا حقيقي جدا، وهو سبب المرض النفسي المزمن “انفصام الشخصية” والذي يعاني منه الكثير في واقعنا للأسف .

وبالتالي فمن الضروري أن يتصالح الإنسان مع نفسه، ويعالج نقاط ضعفه، ويتحلى بقوة الشخصية والمبادرة الواقعية، بعيداً عن الوهم، لأن العالم الألكتروني سينتهي بمجرد أن تغلق هاتفك أو تطفىء حاسوبك المحمول، وستعود أدراجك إلى الواقع، بعيداً عن الإٍسم المستعار والحسابات الوهمية فكن أنت واقعا ومواقعا…


شاهد أيضا