 |
محمد سالم الزاوي |
الداخلة نيوز: محمد سالم الزاوي
حديث الستة المبشرين بنصر الصناديق، حديث مجمعٌ عليهِ في أراء الشارع صححه رجال المال والنفوذ فأضحى عُرفاً في الواقع يؤمن به الناس إيمانهم بطلوع الشمس في الصباح. حديث الستة المبشرين بنصر الصناديق حديثٌ يعْدِم مبدأ التدافع الدنيوي ويسلم رقاب الناس قُطعاناً في موسم قطف الذمم وذر الأموال في عيون المستضعفين لينهب الناجحون بعدها ويخيب الساقطون ويبلع باعة أصواتهم شكواهم ليوم يبعثون.
حديث الستة المبشرين بنصر الصناديق حديثٌ فيه ستة مرشحين غلاظاً شداد لايخشون القانون ما أمرهم ينفقون حصيلة سنوات من نهب المال العام وأستنزاف الأرض وأمتصاص دماء العوام. يتصدرهم مبشر السنبلة ورجلها القوي، الذي حكم بلدية الجهة بالنار والحديد وشغل الناس بروايات الإستعباد الأميري داخل محيطه الشخصي أكثر من شغلهم بسنوات تدبيره المتدنية للبلدية تدني بنية الداخلة التحتية وشوارعها، مبشر السنبلة الذي صعد به المال فوق البشر وأرتقى به دون السماء فبات لا يرى الخلق إلا كطامعٍ او طالبٍ "لحكة جيوبه" فترى الناس بين ساخطٍ عليه ومترضي على حضرته كلما ذكر في مجمعٍٍ أو مخبأ. مبشر السنبلة الذي أحرقه التكبر وخانته العدمية لم يعد يملك من ثقة الناس غير ما تدره أمواله على الناس في يوم الإقتراع.
ثاني المبشرين بنصر الصناديق صنديد من صناديد المال والنفوذ وحصن قراصنة الثروة البحرية الحصين، يحمل ميزانه المثقلَ بحنطة آل الرشيد الذين يعدلون كفته كلما مالت ميلَ الإنحدار القاتل، يزحف نحو خزائن الجهة مع جيشٍ جرار من الأتباع والحالمين بغيث المنح المالية والتزكيات الحزبية، مبشر الميزان كما لا يعرفه الأبعدون رجلٌ عصاميٌ ركب السياسة ركوب الدواب ليجعلها مطيةً لزرع مفخخات تدمير الجهة بأساطيله البحرية التي لم تبقِ ولم تذر من الثروة غير المياه المالحة. فإذا نزلت برياض مبشر الميزان فتذكر أن تسلمَ لي على مترادفات الحق والثروة لأن الحديث عنها في روضته رجسٌ من عملِ الكارهين والحاسدين. مبشر الميزان الذي تعاهد عهدا مكيافيلياً مع السياسة فطاوعته يعود من معسكراته الإنتخابية بإقليم أوسرد ليدشن فتحاً جديداً في إقليم الداخلة ويشعل مزاد الرؤوس الإنتخابية في يوم الحشر الإقتراعي.
أما ثالث المبشرين بنصر الصناديق فتلك أمرأة من فولاذ تمتطي حصاناً حديدياً من صنف "جرار" لتجر به وصايا القصر وقرابتها من محيط الملك ومستشاريه فتحصد غلةً لا بأس بها من أصوات المصوتين برنة الهاتف. مبشرة الجرار مبشرة جمعت حظ السعداء وحظ النجباء فضربت عصفوري المال والنفوذ بحجرٍ واحد فلا تكاد تسمع لها همساً ولا ركزاً حتى يبلغ حجم المشيرين لخانتها يوم الإقتراع ما يفوق تصور الطوباويين. مبشرة القصر الجديدة تحمل في حقيبتها النسوية خطاباً ظن الحالمون أن المغرب تجاوزه من ذعقود، وهو خطابٌ متوارث من داخلية البصري تميل فيه الصناديق نحو مرشحٍ بإشارة إصبع.
أما رابع المبشرين بنصر الصناديق فرجلٌ هجر وردته الحمراء قبل سنتين موصياً شقيقه بها خيراً فذبلت في خمس سنين عجاف طرد فيها شقيقه من وطيس وقعة الغرفة الفلاحية، ليعود لوردته الذابلة حاملاً مياه المال وأسماد مشاريعه العرمرم ليعيد الحياة لحديقته الخلفية التي يزورها كلما إستطاع لذلك سبيلاً، مبشر الوردة رجلٌ يعيد نفس الوجوه لساحة النزال الإنتخابي مجهزاً على التغيير قبل أن يولد من مخاضه العسير ليجنيه حرباً داخلية في مستنبت ورده الأحمر.
أما خامس المبشرين بنصر الصناديق فذلك رجلٌ أعياه طول المسير في معترك الغرف المهنية فأمتطى بغلته الصفراء وعاد بخفي حنين يجر خيبة فقدان الغرفة الفلاحية بالداخلة، مبشر البغل الأصفر رجلٌ أجهزت عليه رعيته وغوغائه، واليوم يحاول لملمة جيشه المالي والبشري ليخوض نزالً أعتى من سابقه. مبشر البغل الأصفر يعاني أوجاع أقتلاع "ضرس" الكرسي قبل أسابيع، والان يبحث عن كرسيٍ اخر مريح يجني به ثمار نفقات حرب غرفة الفلاحة المدمرة.
أما سادس المبشرين بنصر الصناديق فذلك صاحب حمامة "الزرقلاف" وذلك أنه أجتهد في تحالفاته فأخطأ خلال نزال الغرف المهنية فكان له أجر النصر في دائرته، مبشر الحمامة يحمل رسالة سلامٍ في ثنايها مخططٌ إجتثاثي خطير ترجمه إجهازه على عرف تصدر الصحراويين للوائح الإنتخابات مقدماً إبن حي الوكالة الذي كان مسرحاً لأحداث الفتنة الأليمة بالجهة. مبشر حمامة الزرقلاف يستند على عصا وزارة الخارجية ليهش بها على المعرقلين ويرعى بها مصالحه كما حاول أندائه سحب أحد مشائخ لائحته المعروفين.
إنها إنتخابات لا تقدم ولا تأخر في أجور التغيير ونفس الوجوه المتحجرة ستبقى على رأس المشهد السياسي بالداخلة ولعبة المال وتجارة الذمم المربحة ستفتتح موسمها من جديد بعد أن تجاوز الرأس البشري في إنتخابات الغرف الماضية المليوني سنتيم في بعض الدوائر، على أمل أن يرتفع السعر في بورصة أقتراع الرابع من شتنبر. فأقل الخسائر أن يستفيد المواطن البسيط من "هوتة" أثرياء الصناديق.
هذا ملخص حديث الستة المبشرين بنصر الصناديق، حديث قد يكذب متنه ويصدق وقعهُ في إنتخاباتٍ تعودنا منها أنها لا تبتسم إلا لمن أنفق أكثر. ومن يحلم بالتغيير فنصيحتي له بتناول "سنيكرز" على رأي الإعلان الشهير لهذا المنتوج.