 |
محمد سالم الزاوي |
الداخلة نيوز: محمد سالم الزاوي
دخلت جوقة المخزن هذه الأيام عالم "التبرهيش السياسي" وصار للقاصرين حظ من السياسة يلعبون فيها لعبة "القميظة" مع أجدادهم في الحرفة، مستندين على دعامات ورثة البصري الجدد ومنزوين على ما لذ وطاب من "شهيوات" الريع ووصفاته. وحديث الوطنية بما فيه من إنتقائية على مقاس أنسابهم ليس سوى أسلوب جديد للثأر الإنتخابي والسعي وراء الغنيمة، فإذا أتوا على خصم سياسي ضربوه ضربة رجل واحد حتى تفرق دمه بين المحاكم والفضائح. بانوراما مخزنية صار التشويه الإعلامي من مميزاتها وطباعها وتتمظهر فيها صفات التاريخ المغلوط لكهنة "الاوسمة" والتعيينات المشبوهة في ظل مخزن جديد تتنوع فيه رؤوس التحكم وتتكاثر تحت عباءة الملك أو هكذا يبدو إستغلالها لإسمه تارة والعبث بقربها منه تارة أخرى.
جوقة المخزن إذا هذه الأيام تجند حرافيشها وصعاليك الفيسبوك لخلق فوضى جديدة في الصحراء كما فعلوها في "آكديم إزيك" أيام كان كاهنهم الأعظم يروم نزع "ضرس ال الرشيد" من المنطقة. نذر بلبلة جديدة وتغويل مقصود لتلك "الضرس المستعصية" وتشويه متعمد للمفاهيم تعزفه جوقة المخزن اليوم لخلق فوبيا جديدة بالمنطقة عنوانها حمدي ول الرشيد، مستخدمين في ذلك كل أسلحة الدمار الأخلاقي ومن خلفهم من الرعاع والدهماء وجمعيات الحبر على الورق التي ألفت ظرع العطايا وإرتوت من توجيهات المخزن وبرمجته.
"الرشيدوفوبيا" إذا تجتاح أسواق الجوقة المخزنية ومحاولة يائسة لإمتطاء التاريخ والركوب على خطابات شيخ من شيوخ أكثر قبائل الصحراء عددا وأشد بطونها ذكاءا وحنكة في السياسة، فمن ظهر قبيلته خرج "الوالي مصطفى السيد" و "البشير الدخيل" ونوابغ الصحراء وصانعوا تاريخها الحديث. وأقزام الرداءة السياسية يجهدون أنفسهم اليوم لمسايرة الركب ومحاذاة ما وهبهم الريع والنفوذ بالقفز على التاريخ وتسجيل نقاط في دفتر محروق على طاولة العماري والمجد المسروق. محاولة فاشلة لتذكية المتردية والنطيحة في عيد نهب المجالس والتطاول على الشرعية بإسم "حجاج" الداخلية الجديد وعدوها القديم.
حمدي ول الرشيد يزف هذه الأيام الى لائحة الإرهاب في برمجة الجوقة المخزنية، لائحة سوداء من دخلها بات في مرمى قذائف الشامتين والآفاكين وكل صعاليك الارض ومرتزقة المعمورة. فلا يخرجها إلا نافذ في دار الملك أو فار بجلده من هذا المستنقع. ولعل الأخطر من ذلك هو حين تفزع الجوقة المخزنية لتسجد في قبة "النفاق" وتنسج من خيالها قصاصات الحب والغرام للمغرب أيام كانت إسبانيا الحاكم الفعلي بالصحراء. شماعة مشروخة لغريق يستجدي خلق حقيقة وهمية لتصويرها غلطة مدوية في كلام الرجل والعبث بها ضمن قاموس مفتوح من الأراجيز والإفتراءات لخلق أنفجار نفسي لدى الرأي العام الوطني وتحويل عدو سياسي الى مجرم وطني بإمتياز.
ولكي نكون منصفين فإبن الرشيد ليس إلا آخر معاقل "الرقاب التي لا تقطع" والتي يسعى كاهنهم الاعظم لجزها ووضع كراكيز سياسية مبرمجة على نظام "أنعم السي". وكما أفرغوا المركز من كل صوت صحراوي نشاز عدى من فردين أحدهم خانع والاخر أحد صانعي المخطط وأبرز منفذيه، فالزحف على أقتلاع جذور ال الرشيد من العيون يعني بداية ترويض التمرد على المخزن وسياساته الخاطئة بالصحراء. وسواء إتفقنا أم لم نتفق مع ول الرشيد في تاريخه وسيرته. لكن الأكيد أنه سياسي لا ينطق عن هوى المخزن ولم يسلم رقبته بالكامل للتطويع والإنبطاح كما فعل فرقائه ومن يوجهون نبال التهم صوبه.
إن نهاية حمدي وآل الرشيد تعني نهاية شواهد حزب "البونس" بالصحراء. وكذا القضاء على آخر بقايا الكرامة بهذه الأرض ،ولي شواهد في الداخلة التي أدخل "شيوخها" منازل العجز "النفسي" وأخرست أفواه المنددين بالوضع فيها. وألجم كل صوت لا يطرب مسامع المخزن وسلطاته. وقسمت الداخلة قطعة قطعة فوق رؤوس أصحابها ووزعت غنائمها في عهد "الوالي المعلوم" رغما عن ساكنتها. ولم يترك منها شبر إلا بيع لوافد أو عابر حتى صارت أرض سيبة بإمتياز في عصر دولة الحق والقانون.
لقد عودنا المخزن على طلاق رجاله المخلصين بطرق مخزية كان أبسطها ما جرى للبصري بعد إعفاءه من إدارة أقوى وزارات المغرب. وكذلك فهم آل الرشيد الدرس منذ قايضوا البونس مع المغرب وأخذوا نصيبهم من كعكعة الصحراء ومجالسها. لكنهم تسلحوا داخليا وتحصنوا بالمال والنفوذ والشعبية ، وحتى خارجيا صار صوتهم أبعد من صوت الدولة حتى. ومجرد التفكير في إقتلاعهم من أجل عيون "مراهقين سياسيين جدد" سيكون كارثة على المنطقة عموما وعلى ساكنتها وعلى مستقبل النزاع وهنا نجد "عود لحبزي" كما يقول المثل الحساني.
هناك من تخادعه صورته وتغالطه مرآته ويسرح بعيدا بخياله مدفوعا من جهات أخرى يراها سندا وتراه حطبا بمجرد إحتراقه ترميه في خلاء التهميش وفيافي النسيان. وهذا حال "الجوقة المخزنية" التي أعماها حب الكراسي وأزعجها توغل ول الرشيد وهياكله الحزبية داخل كل مجلس ومجمع. وصار في أعينها ذئبا بعدما كان نبيا أيام الود والعسل وصفاء العلاقة بينه وبين تلك الجوقة.
إذا وجه المخزن جوقة طربه نحو آل الرشيد بعد أن فظح خططهم وحرمهم كعكعة مجالس الصحراء. وبات الفرار لنبش تاريخ عراب الأسرة الملجأ الوحيد أمام الجوقة لتغويل صورته داخليا بوسمه بوسام العمالة، دون ذكر تاريخ المهادنين لهم من أصحاب "السلاهيم المالية" الذين ولجوا المغرب بوساطة "ال الدرهم" أيام الفتنة الكبرى. في تمثل بقول المثل "مادمت معي فأنت سلطان، وما دمت ضدي فأنت شيطان".. والله ينعل لما يحشم..
ختاما يبقى لــ "حمدي ول الرشيدط مساوئه وسلبياته الجمة التي لنا معها وقفة عما قريب. وحين وقفنا اليوم معه لم نقف دفاعا عن الرجل سعيا لجيوبه أو حبا في شكره وسعيه. بل لأن تسعير الحملة ضد الرجل جاء من جوقة المخزن وتماسيح ريعه المدللين. ودفع عماليق الدولة العميقة بحطب الصحراء نحو محرقة كبرى وقودها الناس والغوغاء من أنصار القبيلة وأحباب العشيرة. وغايتها إجتثاث البعث الرشيدي من العيون. وإنهاء "الرشيدوفوبيا" التي يعاني منها "همتهم الأعظم" كلما زار الصحراء.