 |
الداخلة نيوز |
الداخلة نيوز:
كعادتنا في هذا الوطن العربي الكبير لم نبرع يوما في علمٍ نافع او ذكرٍ شافع، فما بالك ونحن في المغرب من دخله لم يستغرب ومن خرجه لم يغترب، وخصوصاً إذا كنت من ذوي الحظ العاثر ووجدت نفسك وسط الصحراء وتحديداً بالداخلة حيث لا آفاق ولا مستقبل ولا أحلام، مفاعلات تفريخ الأصوات مفاعلات سياسية بإمتياز هدفها الظاهري إنساني وباطنها إجتثاثي يتداخل فيها الخبيث والطيب تداخل ألوان الطاووس، مفاعلات لا رقيب عليها ولا حسيب ترظع من ثدي المخزن وهو ثدي عظيم لم يذقه عجلٌ بشري إلا صار ثوراً له خوار، ثدي المخزن الذي حرمته السياسة من افواه الصحراويين ولو تمكنوا منه لأجتازوا الجراد بفرد. مفاعلات تفريخ الأصوات صنعت في معامل البصري للتسويق في محلات المينورسو من أجل إنتظارات تحديد الهوية التي أغبرها التاريخ كما أغبر مدبريها، تعود اليوم من جديد بعد تجديد مبردات الطرد المنوي حين أتعبها النكاح في مخيمات الوحدة وسط عفونة دور الصفيح التي كانت تنتج من البشر ما يضمن تمويل سنةٍ بحالها. في إستهتار بقيمة الإنسان وحقه في التعليم والصحة والإندماج وسط غياهب المجتمع، في الداخلة حيث معارك الأحزاب لا تنتهي بين ساكنة أصلية يراد لأذيال المخزن منها تصدر لوائح المرشحين وساكنة أوفدتها دواهي السياسة وغاياتها لأن تكون المصوت دوماً. وفي الداخلة حيث تُمنع منتوجات مفاعلات تفريخ الأصوات من الترشح وإن أذن لها بالترشح أغبرت ساكنة الصحراء بصيحة المصوتين وتركوا إرم ذات العماد وسط "أريهط" المصوتين الذي يتوالد كالجراد.
إنه الخطر الداهم على الجهة وعلى ساكنتها الأصلية وحتى على الدولة فأن تنتج من لا ينتج ولا يتعلم ولا يعش عيشة الإنسان فأنت تنتج أسلحة دمارٍ شامل لا نعلم لها من وكالة دولية تُتابعها او تراقبها، وقد جاءنا الدرس من أحداث الداخلة الأولى والثانية حين أطلقت منتجات المفاعلات على التمدن وظروف العيش المتحضر بعد سنين التسييج داخل مخيمات الصفيح الغابرة في ظروف القساوة واللاإنسانية.
مفاعلات تفريخ الأصوات تعود لتلعب دور البوصلة الرئيسي في تمييل كفة المترشح السائر في ريح المخزن وتوجيهاته، بعد أن أباد الدهر دورها الأساس في تمييل كفة المصوتين على أستفتاء المنطقة. وحيث لم يقابلها في صف ساكنة الصحراء إلا بدوٌ من بقايا قبائل عدن ونجران تتباهى بطقوس دار الندوة في أعراسها وزيجاتها المتخلفة حتى باتوا على حافة الإنقراض.
مفاعلات تفريخ الأصوات يتداك على أعتابها المباركة هذه الأيام المرشحون ليقيموا عُمرةَ أستجداء الأصوات، ويطلق حجيجُ المتبارين أموالهم وميزانياتهم الضخمة لخدمة حيهم الشهير "بالوكالة" والحصيلة إنعدام الأمل في التغيير أو حتى الحلم بمحاولته، لتبقى الداخلة حبيسة إرث البصري الذي لا يزكي إلا الفاسدين..
قصة مفاعلات تفريخ الأصوات قصة خبيثة في ختامها يتزوج الفساد والمال على منصات مجالسنا التمثيلية. حتى بلغنا ترشيح حزب "حمامة" مزوار لإبن الوكالة المحامي، وحينها فقط تراءى لنا شبحُ مخطط أقتلاع الهنود السمر كما تعودنا تسميتهم، وهو مخطط خطير ينسف الأقلية الصحراوية من المشهد السياسي والذي يعد اخر معاقلها الرابطة مع الدولة ..
لذلك نتساءل كمتابعين للمشهد السياسي وبشدة، ماذا بقي لنا كصحراويين بهذه الأرض إن سحب بساط المجالس المنتخبة من تحت أقدامنا ؟
نترك للقارئ الإجابة فهو وحده من يملك الجواب ..