قتل وتدمير....موت وتهجير...دمار وخراب...تفكيك وإعادة تكوين....شبح الموت يتجول في كل مكان..عالم عربي لم يعد أحد يعرف معالمه...من كثرة الجيوش المتعددة الجنسيات التي تجول فيه وتغرق في الدم العربي تحمي مصالحها بعد فشل الانظمة في حماية مصالح شعوبها....
ما الذي أوصلنا لهذه النقطة...من اين كانت البداية.....؟!؟
الحقيقة ان البداية كانت منذ بداية الإسلام يوم اختلف الصحابة بعد موت عثمان بان عفان رضي الله عنه...ذلك الخلاف الذي سيطفو من جديد ويقتل الحسين وآل بيته في مقتلة....مثلت ببشاعتها بشكل واضح الجشع الكراهية وحب السلطة....
هكذا حسم وبشكل مبكر شكل الإستيلاء على السلطة بعيدا عن ما امر به الله عل لسان الرسول عليه الصلاة والسلام "وامركم شورى بينكم"...استبيحت دماء آل البيت في سبيل كرسي السلطة...وفي وقت قصير بعد ذلك بعد انتفاضة الحجاز والعراق بما سمية الدولة الزبيرية...سوف يستباح بيت الله وسيقتل الناس داخل الحرم المكي وتعلق الجثث داخله
من ذلك اليوم اعلن ميلاد دين جديد....دين دخله كل الراغبين بالسلطة وبالكراسي..استباحو من اجله كل المحرمات...الغاية تبرر الوسيلة...سيتم على مر الزمن استغلال الدين تارة ...والقوميات والنعرات القبلية تارة اخرى...التآمر والدسائس. والخيانات..هيا السمة الغالبة على انظمة الحكم إلى من رحم ربي...
ما نعيشه اليوم هو نتيجة لما جرى في تلك الأيام...الجالسين على الكراسي اليوم هم الورثة لما جرى في تلك الأيام....هم صورة طبق الاصل لأولئك....لكنها صورة مشوهة اكثر قمعا...اكثر عمالة وارتهانا للأعداء...اكثر استعدادا للتضحية بكل شيء من اجل كرسي السلطة...إنه دين السلطة...
ما بين رجل دمر كل بلده وهجر نصف شعبه...وقتل نصف مليون شخص...ثم جلس على كرسي السلطة يحميه جيش دولة اجنبية وميليشيا طائفية...وبين رجل آخر سجن شعبه وهجر شبابه وباع جزء من ترابه من أجل "الرز" وتآمر على اهل غزة.. وثالث شاب متهور متلهف للحكم مهما كان الثمن...حتى لو كان الثمن بيع القدس والقضية الفلسطينية...إنه يا سادة دين السلطة كل شيء يهون من اجله...
السلطة هي وسيلة للحكم وتسيير شؤون العامة والدفاع عن مصلحتهم....وليست مغنمة شخصية...ما لم نفرض هذا على ارض الواقع...ربما نجد انفسنا امة منقرضة...تزورها الأمم للدراسة والإتعاض...