 |
محمد الفنيش |
عندما تتابع المغرب على المستوى الرسمي تظن أن المغرب يتغير من أحسن إلى أحسن. لكن عندما تغوص داخل المؤسسات المغربية وداخل المجتمع المغربي المفقر وليس الفقير ستجد عجب العجاب. وستجد أن القناة الأولى والقناة الثانية وبعض أمناء الأحزاب يعيشون في مغرب اخر ليس بالمغرب الذي نعرفه ونتسارع من أجل بنائه بناء يواكب تطور العصر والأمم.
هي الرشوة التي تزداد بوثيرة خطيرة, هي سياسة النفوذ هذه السياسة التي جعلت من حقوق المغاربة المشروعة رهينة النفوذ. هو ذاك المسؤول الذي ضرب بالقانون عرض الحائط واستسلم لإصدقائه وحاشيته وجمد حقوق المواطنين الأخرين.وأصبح المواطن يهرول لمعرفة مسؤول ما والتقرب منه لإن هذه السياسة الوحيدة التي ستصبح بها مواطنا كامل المواطنة مع وقف التنفيذ. الكثير من المغاربة يصطفون أمام الإدارات المغربية وأخرين أصدقاء لوبيات الفساد تنفذ مطالبهم وهم داخل منازلهم في حين الكثيرين قطعوا عشرات الأميال لتسوية وثيقة أو لزيارة طبيب وعادوا لا يعلم بمعاناتهم إلا الخالق عز وجل. يعانون في صمت, ويشكون معاناتهم لضمير يتألم منذ عقود.
الدولة المغربية تعلم بواقع الرشوة والفساد والزابونية لكنها مشلولة لإن نسبة80 في مئة ممن عهد لهم حماية القانون ومصالح المواطنين هم شركاء في لعبة دنيئة تسقط الوطن يوما بعد أخر من أجل مصالح شخصية ضيقة.
ملك البلاد هو رئيس الدولة طبقا لدستور وهو أمير المؤمنين وحقوق المواطنين بين يد جلالته من أجل أن يسهر على حمايتها ورعايتها. فهل ملك البلاد يعلم لما يقع لمواطنيه؟ إذا كان ملك البلاد يعلم ولم يتخذ قرار فلنقراء على مغربنا السلام. ولنتسارع من أجل نهبه والظفر بأكبر حصة منه وليذهب الوطن إلى الجحيم ولنلتحق بالدول التي نهبت خيراتها وعمتها الفوضى.هذه هي النتيجة النهائية عندما يصاب المرء بالإحباط في بناء وطنه. أما إذا كان ملك البلاد لا يعلم فهذا إنقلاب صامت وفي هدوء على الملكية في المغرب وعلى الشرعية وعلى حقوق المواطنين, وهنا لابد أن يتجند المغاربة جميعا لإخبار ملكهم بمعاناتهم كل منا من موقعه. لإن الإرادة هي الأساس وإذا لم تتوفر لنا إرادة الإصلاح فسنظل نعاني من بعض المسؤولين وإلى الأبد. وستظل خيرات الوطن حكرا عليهم وعلى سلالتهم. وسيظل القمع والظلم والجبروت حكرا علينا وعلى سلالتنا. إنه قانون الديكتاتورية الخلاقة التي تقتل الشعوب في صمت وتدمرهم في صمت بل مع ابتسامة عريضة من بعض المسؤولين وهم ينهشون خيرات الوطن.ويختلقون الأعذار لظلمهم على قناتنا الأولى والثانية, والشعب مبعد عن قنواته الإعلامية.
في زيارتي الأخيرة للمغرب ركبت الحافلة,وركبت سيارة الأجرة ومشيت في الأحياء الشعبية الكل يلعن والكل غاضب والكل مظلوم أقصد الطبقة الكادحة. والقمع والظلم يختلف من جهة لأخرى لكنه موجود وبكثرة.هناك بعض المسؤولين المغاربة القلائل الذين يملكون غيرة على هذا الوطن لكنهم خارج السرب وخارج القرار لإن اللوبيات الفاسدة تصنع قوتها بالظلم والجبروت وتزيح بقوة الظلم كل من لا يريد أن يسبح في فلكها.
وزارة الداخلية المغربية على المستوى المركزي تساهم بنشر الفساد في بعض الجهات في المغرب وبقوة وتدعم بعض المنتخبين الفاسدين والناهبين للمال العام. فما سر هذا الدعم. نؤمن إيمانا عميقا أنه ليس مجاني وأنه بالمقابل وأن بسبب هذا الدعم يضيع الوطن وتتبذذ الأمال وطموح المغاربة نحو التغيير.
بل يتبجح بعض المنتخبون الفاسدون بعلاقتهم بالوزير المنتدب "اشرقي اضريس" ويقف هذا الأخير موقف الشك والريبة حول مسؤوليته التي أدى القسم لتأديتها على أحسن وجه بل أدى القسم بين يدي ملك البلاد وحضي بالثقة الملكية. فما سر تعامل "اشرقي اضريس" مع بعض المنتخبين الفاسدين والناهبي للمال العام؟ ماسر الإتصالات سواء السرية والعلنية؟؟وموسم طنطان عرف بعض الحقائق تستطيع العديد من الجهات كشفها!! مادور السيد الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية في علاقته مع المنتخبون إن لم أقل شبه منتخبون لإن عملية الإنتخابات الأخيرة كانت حولها الكثير من علامات الإستفهام؟ أليس دور السيد الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية مع المنتخب هو سلطة وصاية يراقب تسيير الشأن العام ويرفع لجلالة الملك ولرئيس الحكومة الحقيقة كما هي وليس دعم جهة على أخرى!!! مثل ما وقع في جهة كلميم السمارة بين منتخب فاسد ووالي صاحب الجلالة حيث ضرب لوبي الفساد بالسيد الوالي مرضاة للوبيات الفساد. ألم يأن الأوان أن تتحلى وزارة الداخلية بالشجاعة وتكشف عن أخطائها القاتلة وتصحيح مسارها حتى يساير ارداة الشعب المغربي وارادة ملك البلاد, إلى متى تنهب خيرات الوطن والصفقات تحتى مسمى دعم مغربية الصحراء مثلا!! إلى متى ملفات المنتخبون الفاسدون طي الكتمان!! أليست أموال الشعب المغربي أموال دافعي الضرائب بل لم تأتي وزارة الداخلية بهذه الأموال لا من قصر وزيرها المنتدب ولا من حساب السيد الوزير "حصاد" وإنما من عرق جبين المغاربة المفقرين هذه الأموال التي حولت لبعض المنتخبين لهدر المال العام وتبذيره وافساده في دولة فقيرة بعض أبناء الشعب فيها يفترشون الأرض وتغطيهم السماء لا غير!!!أسئلة كثيرة وأمور خطيرة تستجوب التدخل العاجل قبل أن نسقط في المثال السوري حيث استغلت جهات غضب الشارع السوري على النظام وضاعت سوريا وضاع اليمن, لا نريد لمغربنا ان يضيع بسبب مجموعة أشخاص محدودين على رؤوس الأصابع يريدون أن يجعلوا من الشعب قطيع ومن ملك البلاد ملك مشلول وهذا ما لن نقبل به مهما كلف ذالك من ثمن. السيد الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية يحمل العديد من الأجوبة حول خروقات منتخبين وحول تكبيل أحيانا وتوقيف أو تنقيل أحيانا أخرى بعض ممن قاموا بحماية المال كل هذا لم يقع صدفة بل من أجل حاجة في نفس المنتخبون الفاسدون. وبين اتخاذ القرار ضد المفسدين وبين سياسة النفوذ والمحسوبية أضع يدي على قلبي خوف على وطني المغرب و نقول لسيد الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية سنواصل النضال من أجل وقف المنتخبين الفاسدين إلى أن يتم وقف مسلسل دعم المفسدين.فهل سيستجيب السيد "اشرقي اضريس" لإرادة ملك البلاد وارادة الشعب المغربي ويرفع يده عن جرائم بعض المنتخبين الفاسدين وفي كلميم خير مثال على ما نقول.