الداخلة نيوز:
علمت الداخلة نيوز من مصادرها الخاصة من داخل أحزاب التحالف الثلاثي. أن مشروع الإتفاق وخطة العمل التي كان يعدها الأحزاب الثلاثة كانت مبنية على عدة بنود وتقسيمات تأخذ بعين الإعتبار خبرة كل عضو وتجربته وكذا كفاءته وفق نصيب حزبه من قسمة المجالس. وقد جاءت تلك التقسيمات وفق المخطط التالي :
● أولا على مستوى الجهة:
جرى الإتفاق في المجلس الجهوي على إسناد رئاسته لحزب الإستقلال صاحب الأغلبية في شخص الخطاط ينجا وتمكين حزب المصباح في شخص أهل بابا لغظف من النيابة الأولى، على أن تسند النيابة الثانية لحزب الوردة في شخص حسان لمجيد. في حين يستفرد حزب الإستقلال بباقي النيابات داخل المجلس. لكن أنشقاق العضو الإشتراكي حسان لمجيد عن احزاب التحالف رفقة عتيقة الرباح بعثر الأوراق من جديد وجعل تشكيلة المجلس توزع أوراقها من جديد. حيث تنازل حزب الوردة عن نصيبه في الجهة لأخذ نصيب أكبر في البلدية. ليتم منح النيابة الثانية لحزب الإستقلال في شخص لعروصي المرسي. كما أضاف هذا التحول معطى جديد في التشكيلة بدخول لرباس الشاذلي عن حزب المصباح في إحدى النيابات وذلك بموجب إتفاق اخير جرى إعداده يوم التصويت داخل القاعة الخاصة بالمجلس الجهوي للداخلة.
هذا ولا تزال المشاورات جارية لحدود الساعة بين أعضاء التحالف الثلاثي لتوزيع الأدوار داخل لجان المجلس الجهوي للداخلة بما يخدم هذا الورش الكبير الذي يعقد عليه المغاربة أمالا كبيرة في خدمة الصالح العام.
● ثانيا على مستوى البلدية:
أفضى الإتفاق الثلاثي كما هو معلوم لمنح الرئاسة لحزب الوردة في شخص سليمان الدرهم. في حين أسندت النيابة الأولى التي تعد قطب الرحا في تشكيلة المجلس لعزوها العراك عن حزب المصباح. هذه الاخيرة التي يغني سجلها المعرفي الحافل بالشهادات العليا عن اي توصيف. إذ سيتم تكليفها بالتجهيزات والبنية التحتية وتتبع الأوراش والمناطق الخضراء والسير العمومي. كما أسندت النيابة الثانية لحزب الميزان في شخص الشيخ أعمار رجل الحنكة السياسية وصاحب الباع الطويل في القبة الأولى للبرلمان وأحد الرؤساء الأسبقين لبلدية الداخلة، حيث كلف بجانب التخطيط والتعمير وسياسة المدينة . هذا ونص الإتفاق البلدي على منح النيابة الثالثة والرابعة لحزب الوردة في شخص محمد بوسيف شقيق "المامي بوسيف" بطل المرحلة. والإطار البارز في بريد المغرب، حيث أولي له الإشراف على الصفقات العمومية والتعهدات المالية، علاوة على صيانة الاليات والأملاك الجماعية. وكذا السيدة السعدية عضوان الفاعلة الجمعوية البارزة في الشؤون الإجتماعية حيث تم تكليفها بالمرأة والطفولة والشباب. ليتم منح حزب الميزان باقي النيابات وهم على التوالي :
النائب الخامس : أمبارك الشتوكي صاحب الرصيد المعرفي الكبير "شهادة الدكتورة" وأحد الوجوه الإستقلالية الكفأة. وقد أسندت له مهمة متابعة جودة الخدمات المقدمة للمواطنين داخل البلدية،وأنشطة القرب.
النائب السادس : مدي العياشي. أحد الوجوه الإستقلالية النزيهة والمحنكة. والذي أسندت له مهمة تنمية الموارد وتتبع التدبير المالي.
النائب السابع : ميمونة السيد. الإعلامية السابقة وأحد الوجوه الإستقلالية ذات الكفاءة العالية والفاعلة الحمعوية البارزة التي برزت في دورات مجلس حقوق الإنسان بجنيف. تم تكليفها بالتواصل والمجتمع المدني.
كاتب المجلس : منحت للأستاذ محمد النوحي الإستقلالي المحنك وأحد خبراء التسيير في المجالس لباعه الطويل في هذا المجال.
نائبه : علي أحمد زين الوجه الإستقلالي الجديد والذي تأكد رتبته السادسة في لائحة الميزان وزنه السياسي داخل الحزب.
أما اللجان فقد نص الإتفاق على منحها لحزب الميزان بأكملها عدى لجنة المالية التي أسندت لحزب الوردة.
حيث أسندت إحدى اللجان لماميتو أهل أحمد أبراهيم. قيدوم السياسيين الإستقلاليين وأحد أكثر المحنكين بحزب الميزان. شغل مناصب عديدة من بينها رئيس المجلس البلدي للداخلة لمدة طويلة من الزمن ويملك باعا طويلا في التسيير. وكألتفاتة كريمة من أعضاء حزبه في المجلس فقد تم أعتباره المشرف الشرفي على البلدية للإستفادة من خبرته في التسيير. في حين منحت إحدى اللجان الاخرى لمحمد لمين حرمة الله؛ رجل المرحلة بإمتياز الذي رفع من أسهم شعبيته في بورصة السياسيين بالداخلة. فالرجل قدم من رئاسة أغنى جماعات إقليم أوسرد وبدل الغالي والنفيس في سبيل التغيير المنشود شعبيا. واليوم يراه الرأي العام بالداخلة أرفع من حضيض المناصب حين بادر للتخلي عن مصالحه الخاصة في سبيل مستقبل مدينته وساكنتها. اخر الوجوه الإستقلالية فهو أحمد الصلاي والذي يملك سجلا طويل داخل أصوار البلدية. أهلته لتكليفه بإحدى اللجان.
هذا فريق البلدية الذي كان من المفروض أن يأخذ خزامة البلدية وفقا للأرادة الشعبية التي منحته ثقتها رغبتا منها في التغيير. لكن سحر الفلوس الذي يمزق النفوس حرم المدينة من هذا الخليط الخبير ليقود بلديتها نحو الأفضل. وذلك حين أنشق بوحي المال والمصالح الضيقة عضو العدالة والتنمية وعضو الإتحاد الإشتراكي ضاربين عهدا مع غضب المواطنين. الذين وجدوا رغبتهم الديمقراطية تتحول بقدرة قادر نحو حلف المال والنفوذ.
● ثالثا على مستوى المجلس الإقليمي:
لولا منطق التحالفات وخارطة النتائج التي فرضت على حزب الميزان احترام قاعدة الديمقراطية التشارمية فقد كان المجلس الإقليمي من نصيب ماء العينين بوكرن الرجل الغني عن التعريف. وصاحب الموقف الإحتجاجي الفريد والذي بلغ العالمية في يوم تكوين المجلس البلدي للداخلة.
لكن بعد عقد التحالف الثلاثي فقد نص الإتفاق على منح حزب المصباح رئاسة المجلس في شخص محمد مبارك الشيعة رجل النزاهة وصاحب الغيرة المشهودة أيام هيمنة الفساد على المشهد السياسي بالداخلة. في حين أسندت النيابة الأولى لحزب الوردة في شخص عاشور محمد الذي خانته الظروف ولم يكتب له الصعود لعضوية المجلس الإقليمي. في حين كانت النيابة الثانية من نصيب السالك باهية عن حزب الميزان. أما كاتب المجلس ونائبه فقد منحت لكل من ماء العينين بوكرن وسيدينا براي عن حزب الميزان كذلك.
توليفة من الوجوه السياسية المحنكة فرضت متغيرات النتائج تغييرها. حين لم تخدم الظروف مرشح حزب الوردة وأتت الرياح بما تشتهي سفن مرشح الجرار محمود هويبة. والذي كان الجميع يعده أقرب لحلف التغيير من حلف السنبلة الذي لم يغير وجوهه المتآكلة. حيث جرى منحه النيابة الأولى بإعتباره عضوا في حزب الوردة داخل جماعة إمليلي القروية. مع الحفاظ على تشميلة المجلس كما كانت. ورغم أن جميع المؤشرات العائلية والاخوية كانت ترجح انضمام محمود هويبة للحلف الثلاثي إلا أن أختفاءه المفاجئ جعله ينصاع مع طرح الفريق الحركي ويجهض التغيير في المنشود بالمجلس الإقليمي.
هذا ويبقى موقف حمادي الصغير الفاعل الجمعوي المعروف في جمعية *الطبيعة مبادرة* نيشما خالدا في ذاكرة الداخلة الجماعية للساكنة. حين اصطف في صف التغيير رغم أنه عضو جماعي منتمي لحزب السنبلة. كما أنه عضو بنفس المجلس منذ سنة 1992 ويعول عليه في هذا المجلس كثيرا لباعه الطويل داخل هياكله.
عموما فقد عطل المال عجلة التغيير في مجلسي البلدية والمجلس الإقليمي لكن الأكيد أن حلف الثلاث أحزاب قد كسب تعاطف شريحة واسعة من أبناء الداخلة الحالمين بمستقبل أفضل في ظل الأوراش الملكية الكبرى وما يعد به مستقبل المنطقة تحت السيادة المغربية على هذه الربوع من بلادنا.